والله خير حافظا .. وهو أرحم الراحمين … بقلم : جمال عمر
الكاتب : جمال عمر
29 ديسمبر، 2024
blog, اخبار عامة, اراء ومقالات, الترفيه والفن والرياضة, التنمية والمشروعات القومية, الرياضة, الشئون الامنية, الشئون الدينية, الشئون العسكرية, الفكر والثقافة والعلوم, المقالات والرأي, سياسة, سياسة دولية واخبار العالم, شئون, عاجل, متنوعات, وزارات
119 زيارة

وداعا 2024م وكفانا منك ما رأينا ، فأخيرا وصلنا لنهاية هذا العام ، عبر أسوأ أحداث مرت على البشرية خلال ربع القرن الأخير ، كان آخرها سقوط سوريا وتحولها لمرتع لكل أنواع القوى المسلحة والميليشيات من شتى بقاع الأرض ، وتحت مسميات وادعاءات كاذبة وضلالات دينية وعرقية وأطماع ومؤامرات لا تخفى على أحد ، ولمن لا يعرف فسقوط سوريا حدث تاريخي جلل ، يعتبره قادة الماسونية انتصارا تاريخيا محوريا يفتح لهم أبواب تحقيق الأحلام الكبرى بإسقاط مصر ، نعم مصر التي أحزنتهم وأفشلت مؤامراتهم طوال السنوات العشرة الماضية ، فسوريا عبر التاريخ كانت دوما هي البوابة التي يدخلون منها إلى مصر ، ولكنهم ربما لا يحفظون التاريخ جيدا ، فدوما كان سقوط الشام بداية حقيقية لتورط قوى الماسونية والصليبية في مواجهة مباشرة مع مصر ، والنهاية معروفة ومسجلة تاريخيا ، فكل القوى التي اجتاحت الشام من قبل ، ذاقت مرارة الهزيمة على أبواب مصر ، خاصة الصليبيين وهم فرسان المعبد ، والنورانيين مهد الماسونية وقلبها النابض بالشر على كل أهل الأرض .

واليوم ترتع ذئبة الماسونية (إسرائيل) على أرض الشام ، بعدما وضعت ابنها البار (يوناتان ديفيد) ابن الموساد الأصيل والمعروف بالجولاني أو (الشرع) على قمة الحكم في سوريا ، ودمرت كل أسلحة القوات المسلحة السورية ، وأطلقت العنان لكل الميليشيات المسلحة في سوريا ، واقتطعت تركيا ما تريده من الشمال السوري ، وتتقاسم القوات الأمريكية والروسية كل من البترول والغاز السوري ، فسوريا أصبحت مرتعا لتركيا وإيران والأكراد وإسرائيل وأمريكا وروسيا ، وأصبح القتال والدم هو عنوان الحياة اليومية على الأرض السورية ، ليفرح ويحتفل دعاة الحرية والديموقراطية باستكمال التفكيك الشامل لسوريا ومن بعدها لبنان ، تمهيدا للإجهاز على العراق ومن وراءها الكويت وقطر ، ثم السعودية وباقي دول الخليج ، فالمخطط يهدف لتقسم هذه المنطقة مرة أخرى لأكثر من 35 دولة وكيان منزوع السلاح ، ومحتل ومسيطر على ثرواته كاملة قبل عام 2030م ، ومازال هناك من يزايد وينادي بالفوضى من أجل الحرية والديموقراطية ، وتحرير الشعوب ، وأفضل عقاب لهؤلاء ، هو ترحيلهم القصري للبلاد التي يتغنون بنجاح الثورة فيها مثل سوريا .

ولا شك أن مشكلة العرب الأساسية هو ما قاله بن جوريون .. { إنهم لا يقرأون التاريخ ، ولو قرأوه لا يفهموه ، ولو فهموا التاريخ لكان ذلك أيذانا بهلاكنا على أرضهم} ، وتلك هي الحقيقة أن المصريون قرأوا التاريخ وفهموه جيدا ، ولذلك مصر اليوم هي القوة العسكرية الأكبر في الشرق الأوسط ، وهي التهديد الحقيقي للصهيونية العالمية وكلبتهم المسعورة (إسرائيل) ، ولولا ثقتهم اليقينية أن مصر تستطيع أن تكبدهم ما لا يستطيعون تعويضه ، ما توانوا لحظة عن ضرب مصر وتدمير قوتها العسكرية مثلما فعلوا في العراق وسوريا وليبيا والسودان واليمن ولبنان ، ولعلهم لا يعلمون أن من حظهم السيء أن العرب لا يموتون ، فسقوط سوريا أيقظ أسدا عربيا آخر ، ظل صامتا لوقت طويل ، واليوم يعلن عن نفسه متعاونا مع مصر ، وهي الجزائر ، خاصة بعدما تميعت مواقف السعودية والخليج ، وتراجعهم عن المواجهة مع أمريكا ، خوفا على العروش ، وغدا في القريب العاجل سوف يندمون ، لأنهم يتناسون أنهم يركنون لمن لا عهد له ولا ضمير ، وسوف تدفع بلادهم ثمن خيانتهم لأمانة الله في شعوبهم .

أخيرا وبعد فجعتنا 2024 بمختلف ألوان الأحزان والهموم ، وبعد صمتنا على استباحة الدم الفلسطيني في غزة ، وبعد أن صمتنا على الكفر والإلحاد والشذوذ والانحراف والفساد على أرض الحرمين ، وبعد صمتنا المشين على مؤازرة آل زايد لليهود بالإمداد والسلاح سرا وعلنا ، وصمتنا على استخدام الصهيونية لآل زايد في تفكيك السودان ، ودعم الميليشيات في ليبيا وأثيبويا والقرن الأفريقي ، وبعد تحول حاد في قيمنا وأخلاقياتنا لدرجة أن مجريات وأحداث كرة القدم أصبحت تحرك مشاعرنا وانفعالاتنا أكثر من القتل والدم والخراب حتى بين جيراننا وبني جلدتنا ، وبعد أن شاهدنا تلاعب الماسونية وتلويحها بالأجسام الطائرة المجهولة في كل مكان بالعالم ، أخيرا ستغادر سنة ثقيلة بكل ما فيها ، ولكن مع تبنؤات وتوقعات شيطانية صهيونية بالأسوأ ، ينشرونها على ألسنة خدامهم ممن نسميهم بالعرافين والعرافات ، وكأنهم يملكون مقادير القضاء والقدر بأيديهم ، وكأنهم أصبحوا آلهة الخراب في العالم ، ونحن نصدقهم ، وكأننا أصبحنا مشركين بالله وكافرين بدينه والعياذ بالله .

نعم غدا سيرحل عام 2024م ، ولكن القادم بإذن الله تعالى سيكون أفضل وأروع مما يظنون ، لأن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، فصناع الفساد والخراب يغفلون أن ما صنعوه لابد وأن يحيق بهم في النهاية ، وهو ناموس الخالق في خلقه ، وهو بالفعل وعلى أرض الواقع ما نراه يعيد ترتيب نفسه في العالم ، فالحروب والصراعات التي أشعلوها في العالم ، سوف تعصف بالقارة الأوروبية في القريب العاجل ، والأخطر هو غضب الله وسخطه الذي اقترب من الوقوع بهم ، ولا حائل وله ولا حامي لهم من انتقام الله منهم ، بعدما استحلوا كل الحرمات ، واستهانوا بحرمة الدماء في كل مكان ، وأتفق معهم أن عام 2025م سوف يكون قاسيا ومدمرا ، ولكن عليهم وعلى بلادهم وشعوبهم ، فلابد وأن يذيقهم الله مما أذاقوا منه شعوب الأرض بغيا وظلما وعدوانا ، فالقادم لهم مدمرا وساحقا ، وربما يرسم نهايتهم المكتوبة في نبوءاتهم الشيطانية ، فقط لأنه وعد الله ووعيده للمفسدين في الأرض .

أخيرا .. مصر أم الدنيا ، وعين الله على الأرض ، والبلد الأمين ، ودار من لا دار له ، والمحروسة بعين الله ، لا خوف عليها ، ومن أرادها بسوء قصمه الله ، ويكفي أن الله سخر لها من يعرف قدرها ، ولا يخشى في الله لومة لائم ، ولا تهزه التهديدات ، ولا تحركه الهواجس ، ولا يلتفت لنباح الكلاب الضالة ، ولذلك نجح في تحويل مصر لكيان مهيب في ظل سنوات تسقط فيها الدول كقطع الدمينو حوله ، واستطاع رغم أنف الجميع أن يجعل من مصر دولة قوية محترمة ومهابة ، رغم كل المؤامرات التي لا تتوقف سرا وعلنا ، وهدى الله المصريين لفهم ما يحدث ، فتحملوا وصبروا وساندوه وساعدوه ، لأنهم يعرفون أن البديل هو مثال الفوضى المحلول في سوريا وليبيا والعراق والسودان واليمن ولبنان والصومال ، فلله الحمد والشكر على قدر جلال وجهه وعظيم سلطانه ، وبكل ما تحمل الكلمات من جلال حروفها ومعانيها ، ويكفينا أننا نستطيع النوم بملي أجفاننا ، حتى ولو سلطوا علينا متحورا جديد يجتاح العالم الآن ، وخططوا لما أسوأ على العالم وشعوب الأرض ، فالله سبحانه خير حافظا وهو أرحم الراحمين .
جمال عمر