والله خير حافظا .. وهو أرحم الراحمين … بقلم : جمال عمر

وداعا 2024م وكفانا منك ما رأينا ، فأخيرا وصلنا لنهاية هذا العام ، عبر أسوأ أحداث مرت على البشرية خلال ربع القرن الأخير ، كان آخرها سقوط سوريا وتحولها لمرتع لكل أنواع القوى المسلحة والميليشيات من شتى بقاع الأرض ، وتحت مسميات وادعاءات كاذبة وضلالات دينية وعرقية وأطماع ومؤامرات لا تخفى على أحد ، ولمن لا يعرف فسقوط سوريا حدث تاريخي جلل ، يعتبره قادة الماسونية انتصارا تاريخيا محوريا يفتح لهم أبواب تحقيق الأحلام الكبرى بإسقاط مصر ، نعم مصر التي أحزنتهم وأفشلت مؤامراتهم طوال السنوات العشرة الماضية ، فسوريا عبر التاريخ كانت دوما هي البوابة التي يدخلون منها إلى مصر ، ولكنهم ربما لا يحفظون التاريخ جيدا ، فدوما كان سقوط الشام بداية حقيقية لتورط قوى الماسونية والصليبية في مواجهة مباشرة مع مصر ، والنهاية معروفة ومسجلة تاريخيا ، فكل القوى التي اجتاحت الشام من قبل ، ذاقت مرارة الهزيمة على أبواب مصر ، خاصة الصليبيين وهم فرسان المعبد ، والنورانيين مهد الماسونية وقلبها النابض بالشر على كل أهل الأرض .

واليوم ترتع ذئبة الماسونية (إسرائيل) على أرض الشام ، بعدما وضعت ابنها البار (يوناتان ديفيد) ابن الموساد الأصيل والمعروف بالجولاني أو (الشرع) على قمة الحكم في سوريا ، ودمرت كل أسلحة القوات المسلحة السورية ، وأطلقت العنان لكل الميليشيات المسلحة في سوريا ، واقتطعت تركيا ما تريده من الشمال السوري ، وتتقاسم القوات الأمريكية والروسية كل من البترول والغاز السوري ، فسوريا أصبحت مرتعا لتركيا وإيران والأكراد وإسرائيل وأمريكا وروسيا ، وأصبح القتال والدم هو عنوان الحياة اليومية على الأرض السورية ، ليفرح ويحتفل دعاة الحرية والديموقراطية باستكمال التفكيك الشامل لسوريا ومن بعدها لبنان ، تمهيدا للإجهاز على العراق ومن وراءها الكويت وقطر ، ثم السعودية وباقي دول الخليج ، فالمخطط يهدف لتقسم هذه المنطقة مرة أخرى لأكثر من 35 دولة وكيان منزوع السلاح ، ومحتل ومسيطر على ثرواته كاملة قبل عام 2030م ، ومازال هناك من يزايد وينادي بالفوضى من أجل الحرية والديموقراطية ، وتحرير الشعوب ، وأفضل عقاب لهؤلاء ، هو ترحيلهم القصري للبلاد التي يتغنون بنجاح الثورة فيها مثل سوريا .

ولا شك أن مشكلة العرب الأساسية هو ما قاله بن جوريون .. { إنهم لا يقرأون التاريخ ، ولو قرأوه لا يفهموه ، ولو فهموا التاريخ لكان ذلك أيذانا بهلاكنا على أرضهم} ، وتلك هي الحقيقة أن المصريون قرأوا التاريخ وفهموه جيدا ، ولذلك مصر اليوم هي القوة العسكرية الأكبر في الشرق الأوسط ، وهي التهديد الحقيقي للصهيونية العالمية وكلبتهم المسعورة (إسرائيل) ، ولولا ثقتهم اليقينية أن مصر تستطيع أن تكبدهم ما لا يستطيعون تعويضه ، ما توانوا لحظة عن ضرب مصر وتدمير قوتها العسكرية مثلما فعلوا في العراق وسوريا وليبيا والسودان واليمن ولبنان ، ولعلهم لا يعلمون أن من حظهم السيء أن العرب لا يموتون ، فسقوط سوريا أيقظ أسدا عربيا آخر ، ظل صامتا لوقت طويل ، واليوم يعلن عن نفسه متعاونا مع مصر ، وهي الجزائر ، خاصة بعدما تميعت مواقف السعودية والخليج ، وتراجعهم عن المواجهة مع أمريكا ، خوفا على العروش ، وغدا في القريب العاجل سوف يندمون ، لأنهم يتناسون أنهم يركنون لمن لا عهد له ولا ضمير ، وسوف تدفع بلادهم ثمن خيانتهم لأمانة الله في شعوبهم .

أخيرا وبعد فجعتنا 2024 بمختلف ألوان الأحزان والهموم ، وبعد صمتنا على استباحة الدم الفلسطيني في غزة ، وبعد أن صمتنا على الكفر والإلحاد والشذوذ والانحراف والفساد على أرض الحرمين ، وبعد صمتنا المشين على مؤازرة آل زايد لليهود بالإمداد والسلاح سرا وعلنا ، وصمتنا على استخدام الصهيونية لآل زايد في تفكيك السودان ، ودعم الميليشيات في ليبيا وأثيبويا والقرن الأفريقي ، وبعد تحول حاد في قيمنا وأخلاقياتنا لدرجة أن مجريات وأحداث كرة القدم أصبحت تحرك مشاعرنا وانفعالاتنا أكثر من القتل والدم والخراب حتى بين جيراننا وبني جلدتنا ، وبعد أن شاهدنا تلاعب الماسونية وتلويحها بالأجسام الطائرة المجهولة في كل مكان بالعالم ، أخيرا ستغادر سنة ثقيلة بكل ما فيها ، ولكن مع تبنؤات وتوقعات شيطانية صهيونية بالأسوأ ، ينشرونها على ألسنة خدامهم ممن نسميهم بالعرافين والعرافات ، وكأنهم يملكون مقادير القضاء والقدر بأيديهم ، وكأنهم أصبحوا آلهة الخراب في العالم ، ونحن نصدقهم ، وكأننا أصبحنا مشركين بالله وكافرين بدينه والعياذ بالله .

نعم غدا سيرحل عام 2024م ، ولكن القادم بإذن الله تعالى سيكون أفضل وأروع مما يظنون ، لأن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، فصناع الفساد والخراب يغفلون أن ما صنعوه لابد وأن يحيق بهم في النهاية ، وهو ناموس الخالق في خلقه ، وهو بالفعل وعلى أرض الواقع ما نراه يعيد ترتيب نفسه في العالم ، فالحروب والصراعات التي أشعلوها في العالم ، سوف تعصف بالقارة الأوروبية في القريب العاجل ، والأخطر هو غضب الله وسخطه الذي اقترب من الوقوع بهم ، ولا حائل وله ولا حامي لهم من انتقام الله منهم ، بعدما استحلوا كل الحرمات ، واستهانوا بحرمة الدماء في كل مكان ، وأتفق معهم أن عام 2025م سوف يكون قاسيا ومدمرا ، ولكن عليهم وعلى بلادهم وشعوبهم ، فلابد وأن يذيقهم الله مما أذاقوا منه شعوب الأرض بغيا وظلما وعدوانا ، فالقادم لهم مدمرا وساحقا ، وربما يرسم نهايتهم المكتوبة في نبوءاتهم الشيطانية ، فقط لأنه وعد الله ووعيده للمفسدين في الأرض .

أخيرا .. مصر أم الدنيا ، وعين الله على الأرض ، والبلد الأمين ، ودار من لا دار له ، والمحروسة بعين الله ، لا خوف عليها ، ومن أرادها بسوء قصمه الله ، ويكفي أن الله سخر لها من يعرف قدرها ، ولا يخشى في الله لومة لائم ، ولا تهزه التهديدات ، ولا تحركه الهواجس ، ولا يلتفت لنباح الكلاب الضالة ، ولذلك نجح في تحويل مصر لكيان مهيب في ظل سنوات تسقط فيها الدول كقطع الدمينو حوله ، واستطاع رغم أنف الجميع أن يجعل من مصر دولة قوية محترمة ومهابة ، رغم كل المؤامرات التي لا تتوقف سرا وعلنا ، وهدى الله المصريين لفهم ما يحدث ، فتحملوا وصبروا وساندوه وساعدوه ، لأنهم يعرفون أن البديل هو مثال الفوضى المحلول في سوريا وليبيا والعراق والسودان واليمن ولبنان والصومال ، فلله الحمد والشكر على قدر جلال وجهه وعظيم سلطانه ، وبكل ما تحمل الكلمات من جلال حروفها ومعانيها ، ويكفينا أننا نستطيع النوم بملي أجفاننا ، حتى ولو سلطوا علينا متحورا جديد يجتاح العالم الآن ، وخططوا لما أسوأ على العالم وشعوب الأرض ، فالله سبحانه خير حافظا وهو أرحم الراحمين .

جمال عمر

عن الكاتب : جمال عمر

شاهد أيضاً

هل أنت .. من خراف القطيع ؟؟ …. بقلم : جمال عمر

كثير من الناس أو قل الغالبية العظمى يعشق أن يكون فردا في القطيع ، رغم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *