البشر والضلال .. رحلة عشق …. بقلم : جمال عمر

لماذا يكذب ابن آدم ؟؟؟ ، سؤال يردده غالبا .. من يصيبه الضرر من كذب الآخرين ، ولكنه نادرا ما يردده الغالبية العظمى من الناس في ممارسة حركة حياتهم ، فالكذب بالنسبة للبشر قد يكون عادة للتجمل أو إنكار واقع يكرهونه ، أو الهروب من مواقف محرجة أو مؤذية ، وقد يكون كذبا مشروعا بل مطلوبا لو كان بين الزوجين حفاظا على استمرار نقاء العلاقة بينهم ، وقد يكون مشروعا لإخفاء شيئا .. ضرر إعلانه أكبر من الجهل به ، مثلما يطلب منك الشهادة على فاحشة رأيتها بعينيك بين رجل وامرأة ، ولا يوجد معك أربعة شهود عدول ، لأنك في هذه الحالة سوف تكون عند الله من الكاذبين لو شهدت بما رأت عيناك دون شهود معك ، وليس هذا غريبا ولا منكرا ، لأن الصدق هنا سوف يفتح أبواب الفواحش على مصراعيها أمام الكثيرين ، ويفضح ما أمر الله بستره ، فالمسألة ما بين الصدق والكذب هي عملية نسبية بصورة كبيرة ، فلا يوجد صدق مطلق ويقيني إلا في ثوابت الكون ، وأولها وحدانية الله ، ثم حتمية الموت ، وكل ما غير ذلك فهو مسائل نسبية متفاوتة ، ويحكمها نوعية ما ينتج عنها خيرا أو شرا .

وربما ليس عجيبا أن نتذكر أن ابن آدم قد خلقه الله لمهمة عبودية واحدة لا ثاني لها ، وتنفيذها هو العبادة الحقيقية ولا شيء سواها ، وهذه المهمة هي إعمار الأرض كخلفاء عليها ، بالعلم والعمل والكد والكدح ، وفي مفهوم هذه المهمة تحديدا ، وقع ابن آدم في أكبر عملية تزوير تاريخي غير مسبوق ، وهو ادعاء ابن آدم أن (العبادة) هي في آداء مناسك الخضوع والاستقامة ، والتي تكتمل صورتها لدى المسلمين في خمس مناسك هي (الصلاة – الصيام – ازكاة – الحج – ذكر الله) ، ورغم أن الله لم يسمي هذه المناسك بالعبادات مطلقا ، إلا أن البشر قرروا أنهم أصدق وأوعى وأكثر فهما من خالقهم (والعياذ بالله) ، وأسموا هذه المناسك بالعبادات ، رغم أن الله في كتابه العزيز للمسلمين ، أوضح في عشرات الآيات أنها مناسك خضوع ،  {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ }الحج67 ، والغرض هذه المناسك هو الحفاظ على استقامة الإنسان في آداء المهمة التي خلقه الله من أجلها وهي العبادة الحقيقية (إعمار الأرض) ، إلا أن ابن آدم ما زال مصرا على كذبه وضلاله ، لأنه يؤمن دون تدبر بما يقال له من موروثات السابقين ، فأغلق عقله واحتقر قدرته على الفهم والتدبر ، واعتبر أن العلم والفهم والتدبر قد مات مع علماء ماتوا منذ أكثر من ألف سنة .

ولم يقف الكذب والضلال عند الهدف من خلقهم ومفهوم العبادة ، بل شمل التزوير مفهوم (الدين) أيضا ، فأصبح الدين لديهم مقصورا على آداء المناسك والتقرب بها إلى الله ، وأنكروا ما أوضحه الله في رسالاته المتتالية وآخرها القرآن العظيم ، بأن الدين هو كل القيم النفسية والشخصية التي تتحكم في تصرفات وسلوكيات الإنسان في ممارسة حركة حياته ، وبهذا التزوير امتلكوا  قدورا من الحرية في التصرف في حياتهم وفق أهواءهم بعيدا عن أوامر ونواهي الله ، ظنا منهم أنهم بإغماض قلوبهم وعقولهم يكونون قد تنصلوا من عقاب الله لهم ، ولذلك أصبحنا نسمع ونرى أن هذا أمرا دينيا وذلك أمر سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي ، متغافلين أن الله قد نظم حركة حياة البشر بتشريعات وضعت الحدود الدنيا والقصوى لكل شيء في ممارسة حركة الحياة ، ثم يعود نفس البشر ليشكون من ظلم بعضهم لبعض ، وقسوة الحياة عليهم وفشل العلاقات بين الناس خاصة الأسر والعائلات .

ولسنا هنا لنقرر الاختلاف ما بين الحقائق والأكاذيب ، خاصة في العلاقات بين البشر ، ولكننا نتوقف عند تاريخ حركة حياة البشر ، وتطوره تبعا لمصداقية البشر في تداول تاريخهم الحقيقي سواء المنقول شفويا عبر الأجيال أو المدون في كتب نعتبرها دينية ، فابن آدم منحه الله صفة من صفاته سبحانه لتعينه على مهمته (إعمار الأرض) ، وهي صفة (الإبداع) ومعناها الرغبة الفطرية في الإتيان بالجديد ، وجعلها سبحانه صفة فطرية في نفوس البشر ، فكل منا يريد أن يأتي بشيء جديد لم يأتي به أحد من قبله ، ولذلك تطورت حياة البشر ووسائلها عبر التاريخ سريعا ، وهو ما يحافظ على القوة الدافعة لاستمرار الإعمار للأرض ، والذي خلق الله ابن آدم من أجله ، وقد تركت هذه الصفة في النفوس شهوة جامحة للتميز ، والتنافس من أجل الإتيان بالأفضل ، ومن شهوة التميز ولدت القدرات على الإبداع من نفوس تمتلك قدرات متفردة للإتيان بالجديد ، ولكن أيضا ولد معه (إبداع الكذب) من النفوس عندما تتورط في مواقف الفشل أو الخزي أو التعرض للعقاب ، والأخطر هو الوقوع في (إبداع الكذب) على الله ، عندما يأتي تشريع الله بما لا يتوافق مع شهوات النفوس ، وهو ما تكرر مرارا من البشر بداية من فسق وفجور بني إسرائيل ، على يد أباهم الأول ، وهو أول قاتل في التاريخ لأخيه ، وهو سبب كتابة الله على بني إسرائيل بالعقاب على القتل ،  {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ }المائدة32 .

ولا شك أن احتراف الضلال قد بدأ على الأرض بوسوسة إبليس ، واستجابة بني إسرائيل وعشقهم للضلال من قبل فيضان نوح ، ولم يتوقف الكذب والضلال عند بني إسرائيل عند جريمة أبيهم الأول ، ولكنهم زوروا التاريخ كاملا ، فالمسيح حقيقة قد ولد منذ 3374 سنة ، وليس (2024 سنة) ، فتعمد بنو إسرائيل حذف (1350 سنة) كاملة ، ليحكموا تزويرهم لنسبهم الحقيقي ، وتثبيت أكذوبة نسبهم لإبراهيم وإسحاق عن طريق حفيده يعقوب ، والحقيقة أن بني إسرائيل لا علاقة لهم مطلقا بيعقوب ولا بنسل نبي الله إبراهيم ، ولم يسمى يعقوب بإسرائيل مطلقا ، والإثبات الوحيد في التاريخ هو من قصة حقيرة في العهد القديم للكتاب المقدس ، يدعون فيها أن الرب تجسد في صورة إنسان وصارع يعقوب ، وانتصر يعقوب عليه ، وأمسك يعقوب الرب وحبسه ، ولم يفلته إلا بعدما باركه وغير اسمه من يعقوب إلى إسرائيل ، وهي قصة قمة في الكفر والفجور والضلال لا يقبلها عقل ولا منطق ، ولم يكتفي بنو إسرائيل بتزوير نسبهم ، ولكنهم أخفوا التوراة والفرقان (الألواح) التي جاءتهم عن طريق (موسى) ، وألفوا التلمود في 18 ثمانية عشرة ألف صفحة ، ليضعوا حجر الأساس لأكبر عملية تزوير لدين الله في مهده المسمى بالتوارة ، ثم اكملوا المهمة بإخفاء الإنجيل وتأليف مئات الأناجيل الوثنية ، فأحكموا عملية تزوير دين الله للبشر حتى فضحهم كتاب الله الآخير وهو القرآن العظيم .

وبنزول القرآن وانتشار دين الله وانتصار المسلمين وإقامتهم لحضارة غير مسبوقة ، تحركت الجماعات السرية لليهود في محاولة لطمس هذا الدين وتزويره ، ولكنهم فشلوا في المساس بهذا الكتاب ، وبالتالي فشلوا في تحويل الدين لدى المسلمين للكفر أو الشرك ، لأن الله أصدر قراره بأنه تكفل بحفظ هذا الكتاب الأخير ،  {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9 ، فقرروا تزوير مفاهيمه كاملة ، وفهم الأوائل كتاب الله فهما صحيحا ، ولذلك أصبح لدى المسلمين أكثر من ألف عالم في شتى العلوم في أقل من قرنين من الزمان ، نقلوا العالم من قاع التخلف لقمة العلوم التي ما زلنا نعتمد عليها في كل مكتشفاتنا الحديثة في جميع المجالات ، وببزوغ فجر الدولة العباسية ، ولد معها علماء التفسير والحديث والسيرة ، والعجيب أن معظمهم من فارس ، وم يهود السيخ والهندوس ، الذين أسلموا بمهمة واحدة وهي تزوير مفاهيم هذا الدين ، وعلى أيديهم تم تزوير مفهوم العبادة ، وأصبحت العبادات هي آداء المناسك ، وهو ما حول المسلمين إلى دراويش لا قيمة لهم ، وتم سرقة جميع كتب علوم المسلمين الأوائل وتهريبها لأوروبا ، وبثوا الفتنة لدى الملوك والحكام ضد العلماء ، فمات في السجون العباسية أكثر من مائتي عالم في شتى مجالات العلم ، بتهم الفسق والزندقة واستخراج علوم دنيوية من القرآن العظيم .

ولإحكام السيطرة على غلق عقول المسلمين ، نصبوا رجالا للدين ، ليعيدوا زمن الكهانة ووكالة الله على الأرض ، وكان أهم مهام رجال الدين ، هو منع التدبر والتفكر في آيات الله ، ومهاجمة كل من تسول له نفسه بمحاولة الفهم أو التدبر في آيات كتاب الله ، وسوف تسمع من غالبية رجال الدين ، أنهم نقلة علم ولا يجوز لمسلم أن يتدبر وحده أو يحاول الفهم ، وفي هذا الإطار انتشر بين الناس عشرات من ضلالات المفاهيم ، التي ساهمت في الحفاظ على جهل وتخلف المسلمين عبر قرون طويلة ، ولكن اليهود وعبدة الشيطان كانوا وما زالوا يواجههم خطر كبير ، وهو ترابط الأسر المسلمة ، وهو ما دفعهم إلى توفير وسائل التواصل وتنويعها ، فقدموا للمسلمين خاصة ولكل العالم عامة وسائل التواصل مجانا ، ليتمكنوا من دخول كل عقل وقلب وبيت ، ونشر فكر الفساد والانحلال في كل بيت مسلم ومسيحي خاصة في الشرق ، والنتائج نراها متسارعة بين أيدينا ، من تزايد احجام الشباب عن الزواج ن وتفشي الانحرافات وفساد الأخلاق والفواحش ، وسرعة تفكك الأسر التي تتزايد بصورة خطيرة في السنوات الأخيرة ، برعاية صهيونية يهودية ماسونية بامتياز .

وفي مراجعة سريعة لحجم الأكاذيب الساذجة والضلالات الحمقاء في العالم ، سوف تفجعنا قدور الغباء التي يتمتع بها البشر ، فمثلا مليارات من المسيحيين يؤمنون أن الله قد أنجب ولدا ، وجعله المخلص لاتباعه ، وأن اليهود هم أبناء يعقوب بناء على قصة خرافية حقيرة وغبية لصراع يعقوب مع الرب ، ناهيك عن عبادة البقر والفئران والشمس والماء والهواء ، وعجبا فكل هذه الملل والنحل والمذاهب يؤمنون جميعا أن هناك (السوبر هيرو) ، والذي ينزل من السماء في آخر الزمان ليخلص وينصر اتباعه ، فهو المسيح لدى اليهود والذي يعتقدون أنه لم يأتي بعد حتى الآن ، وهو المسيح لدى المسيحيين والمسلمين ، وهو أيضا الإمام المهدي لدى شيعة المسلمين ، والعجيب أنه من نسل الحسين من زوجته ابنة كسرى فقط ، ناهيك عن ضلالات عذاب القبر والمرور على الصراط ووقفة الحساب يوم القيامة لدى المسلمين ، والعامة يقولون أنهم معذورون لأنهم غارقون في زخم الحياة وحركتها ورغباتهم وشهواتهم ، ولا وقت لديهم ليتدبروا ما هم مؤمنون به بلا عقل أو تدبر ، والله يرد عليهم بقوله .. { بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ، وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ }القيامة 14 ، 15 .

بل أعجب من كل ذلك أن المسلمون اليوم يقرأون ويسمعون آيات كتاب الله عشرات الأضعاف مما كان يفعله صحابة رسول الله ، لتقدم التكنولوجيا ، ولكن كما يقول سبحانه وتعالى .. { .. كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً .. }الجمعة5 ، فهم يقرأون أن الله يتوفى الأنفس حين موتها ، ولكنهم يصرون أن ملك الموت يقبض أرواحهم ، رغم أن الله يقول لهم لا علاقة لكم بالأرواح لأنها من أمر ربي .. {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }الإسراء85، ولكنهم مصرون أن النفس هي الروح ، تماما مثلما يقول الوثنيون والمشركون والكفرة بوجود الله ، ويتمادى البشر في الضلال ، فيقولون هذا كلام روحي وحديث روحي ولقاء روحي وحبيب روحي ولقاء الأرواح وعشق الروح وسمو الأرواح ، متجاهلين أوامر الله بأن الروح سر الإحياء وهي من أمر الله وحده ، وكل ما نعرفه أنها تحيي الجماد وموجودة في كل جسد حي ، ولا نعرف كيف تدخله ولا كيف تخرج منه ، بل أعجب من ذلك أن يمنح الله البشر أكثر من (400) آية في شرح النفس من بدايتها وخلقها وحركاتها وأمراضها وعلاجها ، ثم تجد المسلمون يدرسون علوم النفس لفرويد اليهودي ورفاقه المشركين والكفرة بوجود الله ،ويمارسون أسوأ وأغبى ألوان العلاج النفسي ، بالعبث في الجسد بجلسات ومهدئات ، تماما مثلما تريد أن تصحح أخطاء قائد سيارة لا يجيد القيادة ، بأن تجرد سيارته من الإطارات أو الموتور ، معتقدا أنه سوف يتعلم كيف يقود السيارة وهي معطلة.

 

ولابد هنا أن نتوقف عند قمة الغباء الإنساني ، في تحويل الزواج إلى صراع بين الرجل والأنثى ، بإثارة روح الصراع في العلاقة بينهما ، باستغلال أهواء وشهوات النفوس للسيطرة والفجور ، وعجبا للمرأة تريد أن تستمتع بخضوعها لزوجها لتستمتع بأنوثتها ، ولكنها تنتقم من خضوعها الفطري بالتربص والتحدي تحت شعارات تحقيق الذات والشخصية والحقوق المهدرة ، والتي بثتها الماسونية ونشرتها لتخريب البيوت ، ومثلما فعلنا في الإصرار على خروج المرأة للعمل ، رغم وجود ملايين الرجال العاطلين ، فجنينا تفشي الجرائم الاجتماعية والإدمان وسوء التربية وفشل العلاقات الزوجية وتفشي الفساد والانحراف ، وبدلا من علاج المشكلة من أساسها ، ندفع الأضعاف المضعفة من حياتنا وأموالنا ثمنا لعلاج الأثار المترتبة بالحضانات والدروس الخصوصية والعلاج النفسي والادمان ودور التهذيب والإصلاح وقوانين حماية المطلقات ، وتشديد قوانين الزواج ، فتزداد الأمور تفاقما وتعقيدا وفسادا ، خاصة في زخم الفساد الإعلامي والتواصل الاجتماعي ، ليقع الإنسان ضحية ضلالاته النفسية والاجتماعية والاقتصادية ، وكلها في النهاية ضلالات ارتضاها في مفاهيم دين الله الواحد .

أخيرا .. لا شك أن الإنسان قد جاء للدنيا للاختبار في معطيات الله له ، ومكلف بإعمار الأرض بالعلم والعمل والكد والكدح ، ولذلك كفل الله له رزقه وضمنه له ، (فلن تموت نفس حتى تستوفي رزقها) ، ونحن محاسبون على كل ما آتانا الله من وسائل لاعمار الأرض ، ولا أمل لإنسان إلا بالعمل الصالح الذي يصلح أحوال الإنسان والناس من حوله ، ولا شك أيضا أن كل البشر هم خلق الله وعياله ويحبهم سواسية ، ومن أكرمهم وأحبهم أكرمه الله وأحبه ، ومن مكر بهم مكر الله بهم ، والله أسرع وأشد مكرا ، والله قد وضع حدا أدنى لقبول عباده في ثلاثة شروط ، أولها الإيمان بوحدانية الله ، وثانيها الإيمان بيوح الحساب ، وثالثها الحرص على العمل الصالح الذي يفيد الناس ويعمر الدنيا ، ومن فعل ذلك فقد أمن من عذاب الله ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، وهو وعد قاطع لا يؤثر فيه أحوال البشر وصراعاتهم وضلالاتهم ، لأن الوعد من الخالق العظيم ومن بيده ملكوت السماوات و الأرض ، وهو قوله تعالى .. {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة62 ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون …

جمال عمر

 

عن الكاتب : جمال عمر

شاهد أيضاً

هل أنت .. من خراف القطيع ؟؟ …. بقلم : جمال عمر

كثير من الناس أو قل الغالبية العظمى يعشق أن يكون فردا في القطيع ، رغم …

تعليق واحد

  1. ولكن أكثر الناس لا يعلمون_ صدق الله العلي العظيم مقاله متعوب عليها شكرا لشخصك الكريم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *