حتى لا تفقد .. الشغف للحياة … بقلم : جمال عمر

الموت يأتي بغتة عندما ينتهي الأجل المقرر بيد الله ، وهي حقيقة .. فالموت لا يستأذن أحدا ، ولا يعرف بشرا متى تنتهي رحلته ، ولذلك فإن تقدم العمر بابن آدم ، يجعله يشعر باقتراب الأجل ، فيحاول أن يترك إرثا يستحق أن يكون له صدقة جارية ، وخيرا ينفع غيره من البشر ، لعله يشفع له بين يدي ربه ، وخير ما يتركه الإنسان هو ما يمكن أن ينتفع به غيره أطول فترة ممكنة ، ولعل أفضلها التذكير بحكمة ناموس الله في خلقه ، وكشف الغطاء عن بعض حقائق الخ هولق ، والتي يغفل عنها الغالبية العظمى من الناس ، بل وربما لا يدركونها أحيانا إلا بعد مغادرة الدنيا ، لانشغالهم بل وغرقهم في بحور أحداث وفتن وصراعات حركة الحياة من حولهم ، خاصة لو كانوا ممن يؤمنون أن الدنيا هي فرصة وحيدة لا تتكرر ، فيستغلونها لاقتناص المكاسب والمتع ، وهم للأسف الأكثرية ، وهؤلاء لا وقت لهم للتدبر ومحاولة فهم ناموس الله في خلقه ، بل يرون الفهم والتدبر ضربا من الحماقة والإهدار وسفسطة لا قيمة لها ولا عائد منها ، وتلك أول حكمة تعلمتها من الحياة ، وهي أن الغالبية دوما من القطيع الذي يحيا مثل غيره ، وأن قليل من البشر من يحاولون الفهم ، وأقل القليل من يدرك الحقائق فتستقر نفسه ويطيب له عيشه على الدنيا .

ولعل أخطر ما يهدد حياة الإنسان واستقراره وسكينة نفسه ، هو الخلل في قدور (الشغف للحياة) ، فالشغف للحياة هو الدافع لاستمرار الحياة دون عناء ، وهو ما يفجر الأدرينالين في الدم ، فيملأ ابن آدم حركة ونشاطا ، وببساطة هو (الموتور) لسيارة النفس (الجسد) ، فإذا تعطل (موتور نفسك) ، فسوف تحتاج لمن يساعدك سواءا بالدفع (بالزق) ، أو بالسحب (بالقطر) ، فترى الإنسان يستيقظ من نومه مرغما ويتحرك كالسحلفاة ، مقتضبا وربما مكتئبا متشائما ، خائفا متوجسا من كل شيء ، يسيء الظن بالناس وما سوف يأتيه ويحدث له ، وتلك حالة خطيرة خاصة لو استسلم لها صاحبها واعتبرها طبيعية ، ولم يتوقف ليعيد حساباته مع نفسه ، أو يقرأ أكثر لعله يفهم ما لم يفهمه من قبل ، أو يلجأ لمن يستطع أن يساعده ، وأحيانا كثيرة يتم الخروج من هذه الحالة تلقائيا بالتعرض لموقف حاد مفرح أو محزن ، أو بالشعور باقتراب النهاية من أحداث العالم ، وربما بتغير الوظيفة ، أو الوقوع في الحب ، أو حتى بسبب صدمة معينة توقظ عيون البصيرة في القلب ، حيث موضع الفهم والتدبر والإحساس ، ولا تصدقوا أن العقل داخل الجمجمة هو المفكر وصاحب قرار ، فهو ليس إلا حاسب آلي رباني معجز يستخدمه القلب ، لعرض البدائل وتحليل وتنظيم المعلومات وعرض النتائج ، ولكن الحقيقة هي أن القلب هو صاحب عشرات الآلاف من الخلايا العاقلة المسيطرة ، هو الربان لهذا الكائن المسمى بالإنسان (طبقا لأحدث اكتشاف علمي لعام 2024م) ، وهو ما أخبرنا به الخالق العظيم منذ أربعة عشرة قرنا بقوله تعالى .. {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }الحج46 .

ويعد الملل هو أول طريق فقدان الشغف للحياة ، عندما يعتاد الإنسان تكرار روتينا ثابتا في حركة حياته ، يخاف من تغييره ، فلا يحاول كسره أو تلوين صورته ، وقد يكون الملل عاما في كل حركات الحياة ، وقد يكون في مجالات بعينها ، وأشهر أنواع الملل هي ملل الحياة الزوجية ، والمسئول عنها دوما هو الزوجان معا ، وهو شكل خطير من الملل يهدد استقرار الأسرة ، وربما يعصف بها سريعا ، لو لجأ أحد الطرفين لغريب يشكو له أو يساعده على كسر الملل ، ولم يعد اللجوء للغير مقصورا على العائلة أو الزوج في ظل شبكات التواصل الاجتماعي ، فالانفجار الخطير للأخلاق والقيم على صفحات التواصل أصبح متفشيا ، لدرجة إن حجم الزوجات الباحثات عن كسر ملل الحياة الزوجية على صفحات التواصل أضعاف الرجال ، ظنا منهن أنها صفحات مخفية ويمكن ستر ما يحدث فيها ، حتى أصبحت صفحات التواصل أحد أهم وأخطر وسائل السقوط في علاقات محرمة وتفكيك الأسر ، خاصة في ظل حالة التوحد الأسري المتفشية داخل البيوت ، حيث تجد معظم أفراد الأسرة الواحدة لو اجتمعوا في مكان واحد ، فسوف ترى معظمهم غارقا في محمول أو تاب ، يمارسون علاقات اجتماعية في العالم الافتراضي .

ومن متابعة آلاف المشاكل النفسية الأسرية ، وجدنا أن الزوجة تحديدا قد تلجأ لصفحات التواصل فقط لأنها في حاجة لكلمة حلوة وإحساس بمشاركة آخرين لها وتعاطفهم معها ، والمسئول عن ذلك وهو الزوج الغارق في وديان الحياة ، ويعتقد أن مجرد ممارسته لوجباته الزوجية الروتينية هو كافي لسد احتياجات زوجته العاطفية والنفسية ، بل بعض الأزواج يعتبر الرومانسية مع زوجته نوعا من النحنحة والمحن المرفوض ، وهو لا يدري أنها تجدها لدى غيره ، والكارثة أنه يبدأ بالكلمات والمشاعر الطيبة البريئة ، ويتطور سريعا لأحاسيس ومشاعر محرمة ملتهبة ، تقوض الشرف والأعراض والبيوت ، فقط لأن أحد الزوجين يرى الرومانسية ترفا أو نقصا وعيبا ولا يجوز طرق أبوابها بعد الزواج ، وليس الزوج فقط هو المسئول ، بل إن كثيرا من الزوجات يتسببن في بحث الرجل عن المشاعر والأحاسيس لدى غيرها بمنتهى البساطة ، والأخطر هو مرحلة الشباب ما قبل الزواج ، وهنا حدث ولا حرج ، وسوف تجد على صفحات التواصل ملايين قصص الصداقة الساخنة والحب والعشق والغرام ، ومسلسلات اصطياد عريس ـ أو اصطياد (شقط مزة) فتاة للتسلية ، لدرجة أن كثيرا من يناتنا قد احترفن إشباع مشاعرها عبر علاقات متعددة بكثير من الشباب ، وكثير من الشباب يتغذى بالمشاعر من العديد من الفتيات والنساء ، وهو ما لن يجدوه بعد الزواج ، خاصة وأنهم قد أدمنوا تفريغ طاقاتهم العاطفية عبر صفحات التواصل .

ولا شك أن صفحات التواصل وهي السوق العشوائي للمشاعر ، قد كانت سببا في فساد الأخلاق وتدمير القيم ، وبالتالي خراب آلاف البيوت في السنوات الأخيرة ، وسببا رئيسيا في سقوط كثير من البنات كضحايا للحب والعشق والغرام الاليكتروني والذي ينتهي بكوارث نفسية ومجتمعية ، خاصة في ظل تفشي ظواهر الذئاب الاليكترونية المحترفة والمتربصة بالضحايا السذج ، وبدون مبالغة ، وطبقا لإحصائيات غير رسمية ، تسببت صفحات التواصل في أكثر من 80% من جرائم فقدان العذرية لبنات تحت سن العشرين ، وطبقا لإحصائيات قضايا محكمة الأسرة ، فإن صفحات التواصل كانت عاملا مشتركا في أكثر من 50% من قضايا الطلاق والخلع للأزواج تحت سن الأربعين ، وهي أرقام مرعبة وخطيرة ، وناهينا عن تزايد استخدام صفحات التواصل في غالبية أشكال الجرائم الاجتماعية ، بمختلف مستوياتها وخطورتها ، لأنها وسيلة سهلة لكسر الملل وقضاء أوقات مريحة نفسيا ، والتي تبدأ شفويا بالحروف والكلمات ، وسرعان ما تتطور بعدها لأفعال وفواحش وجرائم وانحرافات تهدم البيوت وتهدد حياة الأسر والعائلات .

ولا شك أن الأسباب الرئيسية لفقدان الشغف للحياة ، تبدأ بالجهل والمتفشي بصفة خاصة في أرقى مستويات التعليم ، فإدراك الهدف من الحياة ، وفهم ناموس الخالق العظيم في خلقه ، هي معلومات يفتقدها الغالبية العظمى من البشر ، فتجد كل إنسان لديه قيمه الخاصة وأهدافه في الحياة ، والتي غالبا ما تكون أهدافا مادية بحتة متمثلة في مكاسب وألوان من المتع والرفاهية ، وعندما يفشل الإنسان في تحقيقها ، وتفاجئه الحياة بما لا يستطيع تغييره ، يفقد رغبته في الاستمرار في الحياة ولكنه يحيا كفرد من القطيع ، وتختلط عليه كل المفاهيم ، خاصة وأنه لم يعتاد على التفكير والتدبر ومحاولة الفهم والتدبر ، ثم يأتي السبب الثاني والأخطر لفقدان الشغف وهو تسارع وانفجار معدلات هجوم المعلومات خاصة المزعجة على عقول وقلوب البشر في الدنيا ، في ظل التقدم التكنولوجي ووسائل الاتصال والتواصل ، وهو ما لا يسمح للنفوس بالتوقف أو فهم ما يدور حولها ، وتدمن النفوس سطحية المعرفة كوسيلة سلبية للدفاع النفسي ، فتتبلد المشاعر ويموت الإحساس وينتحر الحياء ، فتتفشى ظاهرة التنطع النفسي حتى بين الأطفال والبنات ، لدرجة سماع تعبيرات فاحشة تتندر بها البنات والنساء ، بداية من التيك توك ونهاية بعبارات للتندر في عقر بيتك ، ولا تملك ساعتها إلا مواكبة التنطع وفقدان الحياء والنخوة والإحساس ، وهو ما يزيد من خمود شعلة الشغف للحياة .

ولا ندعي كذبا لو قلنا أن بعض الناس ونتيجة جهله ، وفقدانه بعض دوافع الشغف للحياة ، غالبا ما يصنع لنفسه شغفا خاصا مثيرا يدفعه لاستكمال رحلة حياته ، لدرجة أن البعض يذهب لعمله كل يوم ، فقط من أجل التمتع بكلمات حنونة أو مثيرة من (زميل / زميلة) ، والبعض يرتبط بالتعصب لفريق كرة قدم ، فهو يحيا متغذيا على انتصارات فريقه وانجازاته ، والبعض يركز شغفه على كم الرشاوى أو الاختلاسات التي سوف يحصدها من عمله ، والبعض يمارس العشق والغرام الاليكتروني كواجب يومي لا يستغني عنه ، والبعض يمارس كل ذلك في هدوء ونهم ، وهو لا يدري أن ممارساته المحرمة لدوافع الشغف للحياة ، والتي أدمن متعها المؤقتة تزيد من فساد النفس ، وتأكل من نفسه وتزيدها ضعفا وحزنا واكتئابا ، ونهايتها كارثية عند أول تعثر كبير يعصف بكيانه وبكل مكتسباته ، لأنه بنى شغفه للحياة على أسس خاطئة ، ومخالفة لقيم خلق نفسه ، والتي تعرف الحق من الباطل والخطأ من الصواب ، ويمرضها السقوط في الخطأ واستمراره .

ولو أراد الإنسان صناعة شغفه القوي والحقيقي للحياة ، فلا بد له أن يقرأ كتابا مثل القرآن العظيم ويحاول الفهم والتدبر ، أولا ليتعلم الهدف من قدومه للحياة ، وحقيقة خلقه ، والمهمة التي خلقه الله من أجلها ، وما هو مطلوب منه ليحقق سعادته التي تبدأ في الدنيا ، ويستكملها بعد رحيله عنها في الحيوات الأخرى ، فالحياة ليست كما يدعون لمرة واحدة ولن تتكرر ، وتلك هي الفكرة التي لامنا سبحانه عليها ، ووصف من يقولها بالجهل والوقوع في خيالات وظنون كاذبة ، {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ }الجاثية24 ، فحياتنا اليوم هي أحد مرات الحياة (حيواتنا) المتكررة على الأرض بهدف تدقيق اختباراتنا في الدنيا ، حتى لا يأتي إنسان يوم القيامة وله أعذار أنه لم يختبر في شكل أو لون أو نوع من الحياة ، أو أن غيره كان أفضل منه حظا في اختباراته ، ولذلك يؤكد سبحانه على تكرار العودة للحياة في أكثر ستة آيات  صريحة وواضحة ، ثم يؤكد على إعادة (الإنشاء) لنفوس من يموتون في حيوات ، لم يشأ الله أن نعلم عنها شيئا ونحن أحياء ، وبالتالي فمن الغباء والحمق أن يظن الإنسان أن حياته هي فرصة وحيدة لن تتكرر ،  فيفقد الهدف ويتخبط وينحرف .

ثانيا .. لابد أن يعلم كل إنسان أن أحداث حياته هي قدر مكتوب عليه أن يحياه ولا حيلة له في تغييره ، وواهم من يظن أنه يستطيع فعل شيء لمجرد أنه قرر أن يفعله ، بل إن الخالق العظيم يدفع نفسك لتتوق شيء قد كتبه لك أو عليك ، فإن تحقق فقد كتب لك لتختبر فيه ، وإن لم يتحقق فالله يريد أن يعلمك بعضا من حكمته ويذكرك بأنه صاحب الأمر، ويعلمك أن تتعلق به سبحانه وحده فيعطيك ما تشاء ،   {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً ،  إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً }الكهف23 ، 24 ، وقوله تعالى .. {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }التكوير29 ، فأنت لن تريد شيئا في نفسك إلا لو شاء الله أن تريده ، فهو بيده كل نفوس عباده وخلقه ، نعم .. تلك هي الحسبة ببساطة ، فابن آدم لا يملك سوى النوايا في نفسه ، وهي التي يحاسبه الله عليها ، (إنما الأعمال بالنيات ولكل امريء ما نوى) .

ثالثا .. كل الأشياء والآمال التي يظن ابن آدم أنها قمة أهدافه من حياته ، هي أشياء نسبية قابلة للتغير والتبديل ، وربما كانت لا تساوي قدور ما تتخيله عنه ، لأن خيرية الأشياء للنفوس بيد الله وحده ، وما يصلح لنفس ويسعدها لا يصلح لغيرها ، ولا يعرف حقائق ذلك سوى خالق النفوس وحده ، ولذلك ينصحنا خالقنا في آيات محكمة بعدم الفرح الشديد أو الحزن الشديد لأحداث الدنيا ، بقوله تعالى .. {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }الحديد23 ، ومتع نفسك بما أهداه الله لك ، وأرضى به ولا تنظر لغيره ، ولا تقارن ما أعطاك الله بما أعطاه لغيرك ، فلكل نفس ما يتناسب مع إصلاح حالها ونوعية اختباراتها ، ولذلك يختص الله بعض مواضع المقارنة البشرية الحساسة والخطيرة كالأزواج ، لأنه يعرف ما يدور في النفوس (إلا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) .. فيقول لكل زوج .. {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى }طه131 ، حيث تعد الأزواج هي أهم وأخطر الدوافع لشغف الحياة ، لأنك لو لديك شغفك النفسي الكافي للحياة خاصة المتمثل في زوج / زوجة رزقك الله به / بها ، فإنك لابد أن تفكر آلاف المرات قبل أن تتورط في علاقة ومشاعر مع آخرين كدافع استثنائي ، قد توقعك في خسارة شريك حياتك الحقيقي أو المستقبلي .

أخيرا .. لا شك أن الشغف للحياة شيئا أساسيا وحاسما في سلاسة واستقرار واستمرار الحياة ، ولضمان الاستمرارية لابد للإنسان ألا ينام يوميا قبل أن يحدد جدولا لأعماله في الغد بداية من صلاة الفجر ، وما سوف يفعله بعدها ، حتى وإن لم يستطع تحقيقه كله ، فابن آدم ميزه الله سبحانه عن سائر خلقه بفطرة رغبته في إعمار الأرض ، وهو ما يمنحه الأمل دوما فيما هو قادم ، ويمنحه الرغبة في التميز والتطور ، ويضفي على حياته رونق الرضا بما يتحقق على يديه ، ولو شاء الإنسان تغيير نمط حياته ، فليبدأ بتغيير أشياء بسيطة في حياته ، بأن يبدأ في الالتزام بصلاة الفجر ، أو يعود نفسه أن يبدأ أي شيء بقوله (بسم الله الرحمن الرحيم) ، أو يلتزم بابتسامة في وجه أي شخص حتى ولو كان لا يحبه ، أو يعود نفسه بإلقاء السلام على كل الناس يعرفهم أو لا يعرفهم ، أو يجبر نفسه أن تتمنى الخير لكل البشر مثلما يتمناه لنفسه ، ويعينهم على ذلك كلما استطاع ، فبعض العادات الصغيرة يتغير نمط الحياة بتغييرها ، فحياة الإنسان بنيان متكامل ، تتغير طبيعته بتغيير تفاصيل بسيط والاستدامة عليها ، هدانا الله لما يحبه ويرضاه ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..

جمال عمر

عن الكاتب : جمال عمر

شاهد أيضاً

هل أنت .. من خراف القطيع ؟؟ …. بقلم : جمال عمر

كثير من الناس أو قل الغالبية العظمى يعشق أن يكون فردا في القطيع ، رغم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *