الحكمة .. وسوء استخام الفطرة …. بقلم : جمال عمر

تأملت طويلا سلوكيات البشر في حركة حياتهم ، وكنت أعجب من كم المتناقضات التي تجتاح النفوس البشرية ، حتى صابني بعض من الحكمة ، والتي تعني ببساطة “فهم ناموس الخالق في حركة الحياة” ، فالحكمة هبة من الخالق سبحانه وتعالى ، يؤتيها من يشاء ، فخالق الكون وواهب الحياة في كونه يقول .. {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ }البقرة269 ، وبرغم أن الحكمة قد يحاول الإنسان أن يتعلمها إلا أن وصف الإنسان بالحكيم لا يطلق إلا على من وهبه الله إيهاها ، فقد تتعلم شيئا من الحكمة فتحفظه وتفهمه وتدرك معانيه وأبعاده ، فتروي عنه وتشرحه وتعلمه لغيرك ، ولكنه أبدا .. لن يصبح جزءا من مفاهيم نفسك الفطرية تتصرف تلقائيا تبعا له ، إلا لو وهبك الله إياها يقينا راسخا تراه واضحا في حركة الحياة من حولك في كل حركة وسكنة .

وعندما يهبك الله الحكمة فسوف ترى في تناقضات أخلاق وتصرفات البشر حولك كثيرا من الخير مهما كانت غريبة ومرفوضة على المدى البعيد ، تماما مثلما ترى سلوكيات الرفض المبدئي وسوء الظن من عامة الناس لكل ما هو حكومي صادر من الدولة متفشيا بين العامة ، فتدرك أنه يمثل ظاهرة صحية ، تثبت أن هذا المجتمع رغم غرقه في سلبيات أخلاقية وعادات مجتمعية فاسدة ، إلا أنه غير راض عنها ويرفضها ، ويعرف أن “سوء الحكم ورجاله” في عقود مضت كان سببا مباشرا في تدهور أخلاقياته كشعب ، وبالتالي فهو يعاقب من كان سببا فيها برفضه ورفض كل ما يأتي منه ، بل ويؤكد هذا أن المجتمع مستعد للتنازل عن سلبياته ، لو تأكد أن الدولة قد انصلح حالها وعاد لها ضميرها وأصبحت حريصة على مصالح ومستقبل شعبها ، وهو ما ترى عكسه تماما في الغرب وخاصة في أمريكا ، حيث تجد الجميع منصاع وخاضع بلا تفكير لشهواته ورغباته المباشرة بلا ضمير أو حياء ، وترى هذا واضحا في مفردات اللغة وأقوالهم المشهورة وأمثالهم الخاصة المشوهة بألفاظ جنسية أو قذرة في جميع مستويات المجتمع بداية من إدارة الدولة وحتى حواري ومواخير بروكلين وبارات تكساس ونيومكسيكو ، وتراه جليا لدى أي مواطن عندما ينقلب حيوانا لا يعرف سوى شهواته لمجرد غياب سطلة الدولة عنه ولو لدقائق ، بدليل ما يقوله ويفعله شخص مثل “ترامب” علنا وبلا أي حياء أو خجل على جميع المستويات ، الشخصي أو العائلي أو القومي أو حتى الدولي .

فالحكمة في أبسط مفهوم لها هي “فهم ناموس الخالق في حركة الحياة” ، والتي لا ترتبط مطلقا بقدور العلم وعدد الشهادات ولا المال ولا السلطة ولا الخبرة ولا أي معايير أخرى يمتلكها الإنسان ، فقدور البشر يحددها سبعة معايير هي { المال – السلطة – الشهرة – العلم – الخبرة – الأخلاق – الحكمة } ، ويندرج الدين بمفهومه القاصر لدينا تحت بند الأخلاق ، فرسولنا جاء ليتمم مكارم الأخلاق ، وتعتبر الحكمة أعلى مراتب المعايير الإنسانية ، مهما اختلف الزمان والمكان والبشر ومعطيات حياتهم ، لأن الحكمة تغني صاحبها عن التورط والسقوط في التجربة ليخرج منها بالخبرة وإثبات الحقائق والنواميس ، وبالتالي تتحكم في أفعاله وردود أفعاله تجاه حركة الحياة من حوله ، وينفع بها غيره سواءا من المعاصرين له أو من يأتي بعده .

يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ ...

ولا شك أن الحكمة هي أعلى وأقدر وأعظم الصفات بل هي الوحيدة التي تستطيع التحكم في سلبيات حركة حياة البشر لو توافرت ، خاصة وأن حاجة البشر لها كبيرة وهامة لتحقيق الاستقرار والأمان وضمان التطور والتقدم في مهمة عبوديتهم الجليلة لله ، والتي خلقهم الله من أجلها وهي “إعمار الأرض كخلفاء لله عليها” ، ولذلك قدر سبحانه وأرسل فيهم  من يعلمهم الكتاب والحكمة استجابة لدعوة رسول الله إبراهيم عليه السلام وذكرها في كتابه العزي بقوله .. {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ }البقرة151، وتعتبر الحكمة ضرورة حتمية للبشر لأن الله قد منح بني آدم صفات فطرية عظيمة وخطيرة لتعينهم على إتمام مهمتهم ، وهذه الصفات تحتاج لضبط إيقاعها وتوجيهها ، وترشيد استخدامها حتى لا تكون سببا في فناءه وتدمير الإنسان لنفسه وجنسه وفشله في مهمته ، وعلى رأسها صفة الإبداع أو بمعنى أوضح “الرغبة والقدرة على الإتيان بالجديد” .

آية وحديث ودعاء مع أحسن الأسماء - . *كُلِّ يَوْمٍ بِإِذْنِ اللَّهِ اسْمٌ مِنْ* . *"أَسْمَاءِ اللَّهِ الحُسْنَى"* * بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ* تقول اللغة إن الإبداع إنشاء صنعة بلا احتذاء أو اقتداء،

فالإبداع “الإتيان بالجديد” هي الرغبة الفطرية الأميز والأخطر ، حيث يولد ابن آدم ولديه رغبة وشهوة راسخة في فعل أشياء لم يفعلها غيره ، ولولا وجود هذه الصفة في ابن آدم ، لاستمرت حياة الإنسان بدائية كما بدأت ، مثل كل الحيوانات والمخلوقات الأخرى ، فلن ترى مخلوقا آخر يبني ويطور قدراته وإمكانيات حياته غير الإنسان ، ولذلك فهذه الصفة الفطرية “الإبداع” هي الفارق الأهم والأكبر بين الإنسان وسائر المخلوقات على الأرض ، وهي التي مكنت له أن يكون سيدا على الأرض ومن فيها ، وهي التي مكنته من تطوير حركة حياته للأفضل ، وهي أيضا التي مكنته من استمرار وتصاعد سيطرته على الأرض ومن فيها ، وبدونها ما كان للبشر مطلقا أن يكونوا خلفاء لله على الأرض .

ولا شك أن روعة صفة الإبداع الفطرية “الإتيان بالجديد” ، تجعل من سوء استخدامها هو أخطر ما يسقط فيه البشر ، وهو ما يعرفه إبليس وشياطينه أكثر من الإنسان نفسه ، ولذلك سعى إبليس واجتهد في استغلال الإنسان بدفعه لسوء استخدام هذه الصفة لأقصى مدى ، فأول ما سقط فيه ابن آدم عبر تاريخه هو تزويره لكل ما ينزله الله له من كتب ورسالات ، فاختفت التوراة وأخرجوا التلمود ، واختفى الإنجيل وجاءوا بأناجيل عديدة ، ثم هجروا القرآن وما فيه من علوم ، وأغلقوا أبواب الفهم والاجتهاد فيه ، رغم أن الله لامهم وعاتبهم أكثر من سبعين مرة على عدم استخدام عقولهم لفهم القرآن وعلومه بقوله تعالى { أفلا تعقلون ، أفلا يعقلون ، أفلا يتفكرون ، أفلا يتدبرون ، افلا يتفقهون } ولكنهم أساءوا فهم الدين وحصروه في آيات الفروض والحدود التي لا تتجاوز 3% من عدد آيات القرآن ، بل وادعوا زورا أنها فقط هي الدين ، وانقسم المسلمون مثل باقي الأمم  لأكثر من السبعين فرقة وجماعة ، رغم علم المسلمين أن الفرق والجماعات هي شرك صريح بالله ، وهو ما يقرأونه ويحفظونه من من سورة الروم بقوله تعالى .. { .. وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ{31} مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ{32} ، وقوله تعالى في سورة الأنعام لرسوله الكريم .. {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }الأنعام159 ، فسوء استخدام الإنسان لصفة الإبداع كان له الأثر الأكبر في تزوير مفاهيم دستور حياتهم أو ما أسموه الدين بمفهومهم القاصر له .

تحريف التوراة والإنجيل Facebook

ولا شك أن سوء استخدام صفة الإبداع قد امتد من بعد تزوير مفهوم الدين إلى كثير من تفاصيل حركة حياة البشر ، فتحت شعار الإبداع ظهرت التقليعات بإبداعات الموضة والتي أثرت تفشى العري والفواحش ، واعتبره البعض إبداعا وفنا مقدرا ومحترما ،وسنوا له قوانينا لحماية وجوده وانتشاره ، بل ذهب البشر بسوء الاستخدام لمستويات متدنية بلغت أحقر كثيرا من الحيوانات ، فرأينا البشر وهم يحترفون الشذوذ ، ويبجلونه ويعتبرونه حرية وإبداعا ، وهو ما لم تتدنى لمستوياته الحيوانات ولا الحشرات ولا أقل المخلوقات وأدناها ، ومن قبله وصل سوء الاستخدام لهذه الصفة أن استحل الإنسان دماء وأعراض وثروات ومقدرات بعضهم بعضا ، وتستروا خلف شعارات وقيم وهمية منحوها القدسية زورا وضلالا باسم الدين تارة وباسم الحرية والديموقراطية تارة أخرى .

بل أبسط وأغرب ما مارسه ابن آدم من سوء استخدام صفة الإبداع ، كان سوء استخدامه لنفسه فيما لم يخلق له ، وهو ما نراه متصاعدا من دعوات إخراج المرأة للعمل رغم ما تعانيه كل دول العالم ومجتمعاته من بطالة الرجال المتزايدة حتى في الدول المتقدمة ، متجاهلين النتائج المباشرة لخروج المرأة للعمل ، من فساد البيوت وفساد تربية الأجيال ، وفساد استقرار البيوت وتفشي العلاقات المحرمة ، وتدني مستويات الأخلاق ، وانهيار المجتمعات ، وكل ذلك رغم الاعتراف الدائم والمؤكد بأن المرأة لا يمكن تعويض غيابها عن البيت بأي وسيلة ممكنة ، وأن تكاليف استبدالها باهظة بل وتكلف البشرية أكثر من 50% من عائدات الإنتاج سنويا ، ورغم أن ما وصلوا له بالعلم والدراسة قد أقره الله في كل الأديان ، ولكن .. يظل إبليس مسيطرا على العقول والقلوب والأهواء ، ويظل ابن آدم غافلا وغارقا في استمتاعه بسوء استخدامه لصفة الإبداع ، وذلك فقط لغياب الحكمة عن العقول والقلوب .

‫تجويع الشعوب .. استراتيجية أمريكية لاستمرار الهيمنة والتسلط | دائرة الثقافة القرآنية‬‎

بل ومن الغريب أن غياب الحكمة قد دفع بعض البشر لخداع بعضهم بعضا ، متجاهلين أن سقوط وتدمير أي شعب أو أمة من البشر هو تدمير للبشرية جميعا وانتقاص من قيمتهم جميعا ، بل ومن الغريب محاولة بعض البشر “جهلا بحكمة الله وقدره بين خلقه” أن يطرح فكرة تحديد النسل كحل للمشكلة الاقتصادية الموجودة أو المتوقعة ، رغم علم المؤمنون والمسلمون خاصة أن خلق النفوس ومنحها الحياة في جسد بشري هي قدرة الله ومشيئته فقط ، ورغم علم البشر جميعا أن القوى البشرية هي أهم ركائز التنمية وأخطرها ، وأن محاولة العبث بتحديد النسل سوف يتم دفع ثمنها باهظا بانقراض الأمم / مثلما تعاني اليوم نفس الدول الاسكندنافية التي طبقته منذ عقود مضت للخروج من الأزمات الاقتصادية فإذا بها اليوم تعاني من انقراض شبعها الأصلي وتلهث خلف هجرة البشر إليها ، وكذلك رغم علم بعض المسلمين “بالوراثة” أن مقادير النفوس ووجودها في الحياة لا يملكها إلا الخالق العظيم ، وكفاهم أن الله قال للرجال في معرض حديثه في سورة البقرة { .. فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ .. }البقرة187 ، ولم يقل ما تريدون أو ترغبون ، فالله ليس منتظرا لرغبة إنسان أن يكون له ولد أو لا يكون ، فكلها مقادير وقدور ، { والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون } ، بل {إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا} ، وتلك أحد صور غياب الحكمة الهامة .

فبدون الحكمة يسقط ابن آدم ضحية سوء استخدامه لصفاته الفطرية الأهم والأخطر والأكبر ، وهي صفة الإبداع التي وهبه الله إياها تكريما وعونا له في مهمته المقدسة بـ “إعمار الأرض كخليفة لله عليها” ، تلك المهمة التي استحق عليها { سجود – استغفار – دعاء – حفظ } الملائكة له خلال تواجده على الأرض ، وبلا شك سيكون سوء استخدام الإنسان لهذه الصفة هو أحد أهم وأخطر الأسباب لهلاكه ، عندما يظن أنه قد امتلك القدرة الكاملة على مقادير الأرض ، فيعاقبه الله أشد العقاب .. كما يذكرنا سبحانه بقوله تعالى .. {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }يونس24 ، فالقرآن ليس حجابا ولا مصدر الحسنات والحماية ، بل هو الدستور الأعلى من الخالق لخلقه ، والذي نستهين به ونعتبره مجرد رأي يمكن النظر فيه أو تجاهله ، فنجر علينا سخط الله وغضبه ، ونعود لنبكي ونشكوا صعوبة الحياة ، ونتسائل لماذا ما نحن فيه ، والحقيقة أننا فقدنا الحكمة ، فاستمرأنا سوء استخدام هبات الله لنا ، وسنظل ندفع ثمن ذلك حتى نفيق ونعود ونصحح مفاهيمنا المزورة حول دستور الله لخلقه ، ونصحح ونقوم خطابنا الديني الذي قسمنا لفرق وجماعات تكفر بعضها بعضا وتقتل بعضها بعضا باسم الدين وهو منا براء .

المليار الذهبي».. مفكر سياسي يكشف المخطط الماسوني الأخطر للقضاء على البشرية | التقارير | الطريق

وأخيرا .. ربما يعتبر البعض كلماتي المتواضعة هذه حديثا في الدين بمفهومه القاصر والمحصور في أداء مظاهر ومناسك ونابعا من الانتماء لفرق وجماعات الله بريء منها ، والحقيقة أن الدين هو مجمل الديون الواجبة اللآداء من الإنسان لخالقه العظيم ، وبالتالي فالدين هو دستور يوضح أسلوب ومنهج الحياة ، ودينك هو أخلاقك وتصرفاتك في حركة حياتك سرا وعلنا ، وهو ما فهمه قادة وزعماء الغرب ، ولكنهم يخدعون العالم ليتحكموا في مقادير شعوب الأرض ، ويخدعون شعوبنا المصابة بمسميات وشعارات لا وجود لها مثل الديموقراطية التي أسقطت دولا وكيانات وشردت شعوبا ودمرت حضارات بلاد كالعراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان وغيرها في الطريق ، وكل هذا لغياب المفهوم الحقيقي للدين والحكمة ، كما سوف نستعرضه لاحقا والله أعلم وأعلم ، { .. وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ }يوسف76 .

جمال عمر

عن الكاتب : جمال عمر

شاهد أيضاً

الاتزان الكوني والشفرة الإلهية (11) …. بقلم : جمال عمر

توقفنا سابقا عند .. اتفاقنا على أن الاتزان الكوني المحفوظ بالشفرة الإلهية في خلقه تعالى …

تعليق واحد

  1. جزاك الله كل الخير و جعلنا الله و إياكم من ذوي الحكمه البالغه بالخير و العطاء مع ا ق تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *