النداء ليس غريبا مطلقا ، فالغالبية العظمى من بني آدم ومنذ ولادتهم وحتى لحظة وفاتهم يركضون في الدنيا ، وكأنهم معصوبي العيون والأبصار ، بل إنهم حقا كذلك ، لدرجة أن الخالق العظيم يقول لابن آدم في لحظة وفاته .. {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } ق22 ، وقد شاء الله أن لا يدرك ابن آدم بحواسه إلا فقط ما يحتاجه لتنفيذ مهمة العبودية ، والتي خلقه الله من أجلها ، وهي إعمار الأرض بالعلم والعمل والكد والكدح ، وتلك هي العبادة الحقيقية ، ولكن ابن آدم نتيجة لصراعه ما بين ضعف قدرات إدراكه ، وبين رغبته في التميز ، يسيء استخدام صفة الإبداع التي منحه الله إياها لتعينه على تنفيذ المهمة ، فيتجاهل أنه يعمر الأرض لصاحبها الذي استخلفه عليها ، فيتأله ابن آدم ويظن أنه لابد أن يملك الدنيا ويعمرها لحسابه ولمصلحته وحده ، ليرضي رغبات وشهوات نفسه ، وينسى أنه سوف يصبح أشد الظالمين لنفسه ، لأنه يفتري على الله كذبا فيقول فيه سبحانه .. {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }الأنعام21 ، ولا نصير له لأنه اتخذ إلهه هواه مصداقا لقول الحق .. {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً }الفرقان43 .

والغريب أن ابن آدم يعشق السعى خلف المجهول ، وكثيرا ما يدخل عوالم يجهلها دون علم أو حذر ، وكان أولى أن يتعلم ويدرس ويحاول الفهم لما يدور عنه ، وعلى الأقل يعرف حدوده وقدراته في الدنيا ، حتى لا يبتدع أساطير وضلالات يجعلها مقدسة ، ويضل نفسه وغيره بغير علم ، وكان أولى به أن يسأل الخالق العظيم عن خلقه ، أولا .. لأن الخالق لن يقول كذبا أو خيالا بل سيقول لنا الحقائق كما خلقها ، وثانيا .. أنه سبحانه سيقول لنا ما يخصنا ونستطيع استيعابه وفهمه ، لأنه خالقنا ومبدعنا ، ويعلم قدراتنا على الفهم والإدراك ، وثالثا .. أن سبحانه سوف يخبرنا ما ينفعنا ويجنبنا ما يضرنا ، فهو الأمين المطلق على خلقه وعباده ، تنفيذا لأركان قيومية الله على خلقه ، والتي تتكون من { العلم المطلق ، والقدرة المطلقة ، والأمانة المطلقة } ، ومنها تأتي قوامة الرجل على المرأة ، كما وضحنا من قبل ، وبالتالي فالأولى أن نستمع ونقرأ وندرس ونتدبر آيات الخلق التي انزلها سبحانه وتعالى لبني آدم ، لنعرف من نحن ، وما هي حدودنا وقدراتنا ، وما هي مخلوقات الله الأخرى ، وما هو مستقبلنا ، وما هي حقيقة حركة حياتنا في هذه الحياة وما بعدها .

ولا شك أن كثير منا قد سمع عما يتداوله البعض من الحديث عن الأكوان الموازية والأبعاد الأخرى ، ونظريات الزمكان ، والبوابات النجمية (البعدية) ، وما ينشر حول ظواهر غريبة لا يجد الإنسان لها تفسيرا منطقيا من واقع معلوماته ومدركاته الحسية ، بل أعجب من ذلك أن يكتشف الإنسان فجأة أن كثير من الثوابت العلمية التي كان موقنا بها ، ما هي إلا أوهام وربما أكاذيب متعمدة لإخفاء كثير من الحقائق عن عامة البشر ، كنتيجة مباشرة لتأله البعض على باقي البشر ، واعتبارهم خرافا في القطيع لا يجب أن يعلموا الحقائق ، ليظلوا خاضعين خانعين يركضون في الحياة من أجل رفاهية الصفوة التي تقود المجتمع الأرضي سرا ، ومن وراء الستار ، وبالقطع ليس هذا في إطارا لنظريات المؤامرة ، لأن المؤامرات الكبرى على البشر هي حقائق قائمة لصالح إبليس ، والذي أقسم لله بعزته أن يغوي البشر أجمعين ، وأن يخضع له كثير من البشر ، فيألهونه ويقدمون القرابين له سرا وأحيانا علنا ، بل وأصبح خدامه الآن لا يستحون أن يعلنوا عن أنفسهم يوميا ، خاصة في مجالات الفن التي تكاد تنفجر من امتلائها بخدام إبليس من كل جنس وشعب على الأرض .

ولا شك أيضا أننا نقترب بشدة من النهاية لأمة بني آدم على الأرض ، وربما في الدنيا حيث هي أ\نى (أقل) مستويات الحياة الكونية (لو كنتم تعلمون) ، أو ربما نقترب من منعطف تاريخي حاد وخطير في تاريخ استخلاف بني آدم ، وهكذا تقول كل الشواهد والأدلة ، وهو ما يستدعي أن نتدبر لنفهم ما يحدث ، ربما استطعنا النجاة مما ينتظرنا ، وربما استطعنا أن نوقف أسباب الانزلاق للنهاية المحتومة لبني آدم على الأرض ، ولا نستطيع أن نقول البشر ، لأننا آخر سلالات البشر (مخلوقات ذات بشرة لجسها) ، كما أن البشر هم أحد سلالات فصيل الإنس ، فكل ابن آدم هو بشر وهو إنسان ، ولكن ليس كل البشر هم بني آدم ، وليس كل الإنس هم من البشر أو بني آدم ، فتلك سلالات من بعضها متدرجة ، وهو ما أشار الله له في كتابه العزيز ، ولكننا نتعامل مع اختلاف المسميات بتجاهل أو غفلة تامة ، وما أكثر علامات النهاية لاستخلاف بني آدم ، خاصة في السنوات الأخيرة ، أخطرها هو فجور الإنسان وتحديه لخالقه علنا ، مثل تقنين الغرب وأمريكا للشذوذ وحمايتهم وتشريع زواج الشواذ بل وزواج الإنسان من الحيوانات ، وتلك علامة معناها الوحيد أن ابن آدم بفعله هذا قد حق عليه الفناء ، والعقاب ةالعذاب في الدنيا قبل الآخرة ، وناهينا عن استحلال الإبادات الجماعية بدم بارد لكثير من الأمم والشعوب آخرها إبادة الفلسطينيي الممنهجة .

ولكن قبل أن نتورط في مفاهيم ومعلومات قد تعصف بعقل الإنسان العادي ، لابد وأن نضع معايير للمعرفة ، لمن يعنيه أن يكون مدركا لمفاهيم حياته كإنسان .. يجب أن نتذكر سويا .. أن العلم والإيمان هما مستويان متتاليان لشيء واحد هو المعرفة ، ولدينا مثالا بسيطا للفارق بين العلم والإيمان لتوضيح درجات ومستويات المعرفة ، فمثلا ، وأنت طفل لا تدري معنى الموت فأنت جاهل ، وبتقدمك في العمر ترى البعض يختفي ويقولون لك أنه توفى وهنا قد أصبح لديك (علم) لمعنى الموت ولكنك لا توقن به ، وفجأة يموت والدك أو أحد أقاربك وتدفنه فتصبح (فاهما) لمعنى الموت جيدا ، وعبر حياتك تصادفك أزمات صحية شديدة تظن أنك لن تنجو منها أو حادث شديد تقترب فيه من الموت وهذا سوف يجعلك (مدركا) لمعنى الموت ، وهذه الدرجات الأربعة في المستوى الأول من المعرفة (الجهل – العلم – الفهم – الإدراك) ، وعندما يتقدم بك العمر وتستعرض مراحل حياتك مقارنة بمن حولك في الدنيا ، يولد في نفسك (يقينا) بحتمية الموت ، وهذا (اليقين) هو أول درجات المستوى الثاني من المعرفة وهو مستوى (الإيمان) ، وفي لحظة وفاتك تصل إلى درجة (حق اليقين) في معرفتك بالموت ، ويبقى لك درجة أخيرة هي (عين اليقين) ، وتلك التي لا يدركها بشر إلا في يوم القيامة .

فمستويات المعرفة هما اثنان { العلم – الإيمان } ، والمستوى الأول (العلم) ينقسم لأربعة درجات (الجهل – العلم – الفهم – الإدراك) ، والمستوى الثاني (الإيمان) ينقسم لثلاثة درجا (اليقين – حق اليقين – عين اليقين) ، وتتباين حركة حياة البشر تبعا لاختلاف قدور المعرفة لدى البشر بدرجاتها ومستوياتها ، ويستغل أبالسة الإنس والجن جهل عامة الناس بذلك استغلالا كبيرا ، وأبسطها ما يفعله ملوك التجارة في أي مكان بحملاتهم الإعلانية عن المنتجات أو الخدمات ، لدرجة أننا أصبحنا نرى كثيرا من المنتجات أو الخدمات الخبيثة الرديئة بل والمدمرة تحتل صدارة المبيعات ، كنتيجة مباشر لما يسمونه حملات التسويق ، والتي لا تعتمد مطلقا على جودة المنتج أو الخدمة أو الصالح العام للبشر ، ولكنها تعتمد على مهارة وحرفية عملية التسويق الذي أصبح علما خطيرا ومؤثرا ، باستغلال شهوات ورغبات وشطحات النفس البشرية ، واستغلال تدني مستويات ودرجات المعرفة لدى البشر ، ليس فقط ليقنعهم بالشراء ، ولكن أيضا ليخلق لديهم الشغف الدافع لهم دون تفكير لاقتناء المنتج أو الخدمة ، وكذلك أصبح العالم كله يدار بنفس المنطق في مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وعلى رأسها بالطبع الجوانب الدينية مع الشعوب المتدينة بالفطرة ، مثل شعوبنا العربية والمسلمة .

ولعل ما مرت به مصر والمنطقة العربية عبر القرون الأخيرة ، والتي ظهرت نتائجها بوضوح خلال العقود الماضية ، هو أبلغ أمثلة على نجاح عمليات تسويق الخداع والضلال ، واستغلال جهل الشعوب وغفلتها التي أدت لسقوطها أسيرة للمؤامرات الغربية بكل بشاعتها ونتائجها الكارثية ، والتي تجرعتها الشعوب واكتوت بنيرانها دون أن تشك تلك الشعوب لحظة أنه يتم التلاعب بهم لإسقاطهم ونهب ثرواتهم ، ليس فقط بشعارات كاذبة ومزيفة كالديموقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية ، ولكن بداية من دخول الفاطميين للقاهرة من أجل تحويلها لدولة شيعية ، ثم فشلهم الذريع على يد المصريين تحت قيادة صلاح الدين الأيوبي ، ومرورا بالمماليك والعثمانيين الذين أدخلوا الانجليز لمصر ، وانتقالا لظهور الماسونية في مصر ، وانتماء علماء ورجال دولة لها في بدايات القرن الماضي ، والتي كانت تمهيدا دقيقا وماكرا لميلاد جماعة الاتجار بالدين مثل (إخوان المسلمين) ، والتي ولدت من رحم الماسونية ، وبأيدي وتدبير وإعداد ورعاية المخابرات البريطانية ، وتورط كثير من الشعب المصري في شباك الإخوان ، وما زال هناك حتى اليوم من ينتمي لهم كعناصر كامنة مختفية ، ومرورا بظهور السلفية (الوهابية) من رحم الماسونية الوهابية من الجزيرة العربية ، وبرعاية المخابرات البريطانية أيضا ، ولدرجة أن كبير علماء الماسونية (الألباني) نفسه ، كان ألبانيا لا يجيد اللغة العربية ولكنه عميلا للمخابرات البريطانية ومقره بالأردن ، وكان أشهر من تربى على يديه ثلاثي زعماء السلفية المصرية (الحويني – يعقوب – حسان) وهم تلاميذ نجباء للألباني الذي لا يجيد اللغة العربية .

وعند ذكر السلفية فحدث ولا حرج ، لأنهم تغلغلوا في الريف والصعيد المصري ، وما زالت آثارهم المدمرة مسيطرة على العقول والقلوب ، برغم سقوط الوهابية (الأصل) في بلدها الأصلية (الجزيرة العربية) ، ولكن ضحاياهم المغيبين ما زالوا يرون أن عادات السلفية كالنقاب واللحية الشعثاء هي من صميم الدين ، والتفريط فيها يقترب من الشرك بالله ، وهو ما يعني أن التسويق لانتشار السلفية كان ممتازا ومحكما ، ولديه البيئة المغيبة الجاهلة المستعدة لالتهام خرافات السلفية ، واعتبارها عين الحقيقة في الدين والتقرب إلى الله ، رغم أن مجرد التفكير المنطقي في أساسيات السلفية كفيل بأن يكشف زيفها وبهتانها ، وضلال تعالميها وعاداتها اليهودية الأصل ، وكأن صانعيها يسخرون من المسلمين ، ويستخدمونهم كعرائس خشبية تقلدهم وتنشر عاداتهم ، مثل نقاب العار اليهودي ولحية حاخامات اليهود الشعثاء ، بل إن هذا ما قاله أحد حاخامات اليهود تحديدا علانية متفاخرا باختراق العادات اليهودية لمجتمعات المسلمين ، وإجبارهم على تقليد المظاهر اليهودية للرجال والنساء ، ولكن علماءنا الأفاضل مشغولون أو متراجعون ولعلهم يوما يعلمون ما اقترفوه من خزلان أو جمود أدى لمزيد من التفريط والضلال .

ولا شك .. أن انفجار الإعلام في العقود الأخيرة كان مقصودا ، لملء فراغات العقول بما يخضعها لسيطرة الماسونية حرفيا ، وكان أبرز أهدافه هو خلق حالة الفوضى الفكرية لدى عامة شعوب الأرض ، خاصة في منطقتنا العربية والمسلمة ، لأنها المنطقة الوحيدة في العالم التي ما زالت فيها روابط الأسر والعائلات والأنساب ، وهو ما يؤرق ويزعج ويثير حنق وحقد قادة الماسونية في العالم ، حتى أصبح تفكيك روابط الأسر هدفا استراتيجيا أساسيا يسارعون بكل الوسائل الممكنة لتحقيقه ، سواء باستخدام الإعلام والترويج للانحرافات والعلاقات المحرمة تحت مسميات الحرية والحب والعشق والغرام والمتعة ، أو الترويج للشذوذ بل والزواج بين البشر والحيوانات ، أو نشر البلطجة والمخدرات ، وتشجيع البنات والسيدات على التمرد وترك البيوت ، واعلان التحدي وتفجير حملات المساواة مع الرجل ، وليذهب الأطفال للجحيم ، وإفساد أخلاق الشباب والرجال تحت مسميات التطور والمتعة وتقليد الغرب ، ليصبحوا مسوخا بشرية لا تتحمل ولا تستطيع الحفاظ على أسرة أو روابط عائلية ، مرورا بتدمير الفكر الجمعي للأسر والعائلات ، وتشريع عادات وقوانين خاصة لتعسير الزواج على الشباب ، فينتشر الفساد والانحراف والجرائم الاجتماعية ، تزامنا مع ظهور الإلحاد والرفض النفسي للدين كنتيجة مباشرة لانهيار وفشل الإخوان والسلفية المتعمد وتخاذل علماء الدين في الوصول لإقناع الشباب .

ولا شك أن ما يحدث اليوم في العالم من صراعات هي نتائج مخططة لمؤامرات قادة الماسونية والمتنورين (مخترعي الصهيونية) على العالم عامة وعلى منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص ، والتي وصلت لمرحلة الفجور فأصبحوا لا يستحون أن يعلنوا للعالم أنهم السادة والمسيطرون ، وأن من يخالفهم فنهايته محتومة ومعروفة ، وهو ما قاله علانية بلطجي أمريكا الملقب بـ (دونالد ترامب) ، والذي لم يأتي صدفة ولا نتاج انتخابات ديموقراطية كما يظن الجهلاء والمغيبين ، بل إن صعوده كان مخططا بعناية ، من أجل سرعة تنفيذ ما تعطل من المخطط في عهد بايدن وأواباما ، وعلى رأسها استكمال السيطرة على الدول العربية كاملة ، وأولها مصر التي أفسدت نجاح المخطط في أحرج مراحله ، ولابد أن ينتهوا من اسقاط مصر بأي ثمن ، خاصة وأنها أصبحت قوة إقليممية لا يستهان بها ، وتجاوزت كل الخطوط الحمراء في قوتها العسكرية والسياسية بل والاقتصادية ، لدرجة أن الإعلام ومراكز الدراسات الإسرئيلية أصبحت تستغيث يوميا وتطالب أمريكا بسرعة التدخل لتحجيم قوى مصر المتنامية بشراسة .

ولابد أن نتذكر دوما أننا في فترة زمنية مفصلية وحاسمة من التاريخ ، حيث يدور التاريخ ليعيد لمصر مكانتها الحقيقية كقوة عظمى بإذن الله ، أو ليعود بها لمربعات التوابع للدول العظمى كما يحلم أعداؤها ، ولا يعتمد ذلك على قوتنا في خوض المعارك السياسية والاقتصاية والعسكرية ، بقدر ما يعتمد على حجم الوعي الجمعي لهذا الشعب ، والذي يتعرض يوميا لمختلف أشكال المؤامرات الإعلامية ، باستغلال جميع الأحداث والحوادث ، بل وباختلاق أحداث وحوادث مضللة لصناعة تشتيت وفوضى لعقول ومفاهيم هذا الشعب ، وهو ما نراه يوميا على صفحات التواصل ، ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ، والزاخرة بشتى ألوان الأكاذيب والتزييف للحقائق باستغلال مستويات الجهل المتزامن مع نهم عامة الناس للأخبار والحوادث المثيرة بغض النظر عن مصداقيتها ، مع إغراق الناس في فضائح وصراعات الفنانين والفنانات ولاعبي الكرة ، مع كثير من مؤامرات إثارة التعصب بين فئات الشعب والتي يديرها نادي بعينه كان وما زال وكرا خاضعا لإخوان المسلمين منذ عقود طويلة مضت ، ويعاني حاليا من سيطرة عناصر اخوانية عليه ، تحاول إشعال الفوضى والتناحر بين المصريين بشتى الطرق والوسائل ، مع استغلال أية أحداث أو سلبيات لتحريض الشعب على الحكومة والدولة لعلهم ينجحون فيثور الشعب ويقع في الفوضى .

وهنا يجب أن نذكر أنفسنا دوما بأن نتعقل في فهم وتداول أية أخبار ، خاصة لو كانت الأخبار ومن ينشرها يحرض الناس على الاعتراض والثورة ، ونتذكر أيضا أن تشجيع كرة القدم هو عمل ترفيهي لا يستحق أن نخسر فيه أوقات العمل ولا العلاقات العائلية والمجتمعية ، والأولى من إضاعة الوقت في متابعة أخبار اللاعبين والفنانات أو نتابع أبناءنا ونقوم سلوكياتهم ونحدد ما يشاهدونه على صفاحات التواصل ونوافذ الترفيه المشبوهة ، بل ونوافذ الألعاب التي أصبحت مليئة ببرامج تفاعلية تؤدي لانتحار الأطفال والشباب ، ويجب أن يتوقف فورا كارثة اطلاق العنان للأبناء في الأجازة الصيفية للاستمتاع والسهر المدمر لكل شيء ، فالأجازة المدرسية ليست للمتعة ولكنها فرصة لتعلم أشياء جديدة أهمها ممارسة أعمال حقيقية تدر دخلا على الأبناء ، كما تفعل الدول المتقدمة والمحترمة مع أبناءها ، لتعلمهم تحمل المسئولية ، واكتساب الخبرات والقدرات ، وكفانا تخلفا وضعفا وتفريطا في حياة ومستقبل أبنائنا ، لعلنا يوما نفخر بأننا أحسنا تربيتهم وتعليمهم …

اقلام مصرية موقع ووردبريس عربي آخر

هذا هو الواقع المرير الذي نعيشه مع الاسف …. مقاله لها وزن ثقيل من المعنى …. جزاكم الله خير الجزاء